2848 دولار للأونصة .. الذهب يواصل الصعود نتيجة النزاع الأمريكي الصيني

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا تاريخيًا، حيث وصل المعدن الأصفر إلى أعلى مستوى له على الإطلاق مسجلًا 2848.27 دولارًا للأونصة اليوم الأربعاء، وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. جاءت هذه القفزة في أسعار الذهب بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية. وردت الصين بسرعة، ولكن باستراتيجية أكثر استهدافًا مقارنة بردودها السابقة.

الأسباب وراء ارتفاع أسعار الذهب

الارتفاع التاريخي لأسعار الذهب ليس مفاجئًا في ظل الظروف الحالية؛ إذ يعد الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين عند تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي. ومن أبرز الأسباب التي أدت إلى هذا الارتفاع:

1. التوترات التجارية بين أمريكا والصين:
   • تصاعد النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم رفع من الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب.
   • رد الصين على الرسوم الجديدة كان أكثر هدوءًا مقارنة بفترة ولاية ترامب الأولى، لكنه أثار قلق الأسواق حول التأثير طويل الأمد على الاقتصاد العالمي.
2. انخفاض مؤشر الدولار:
   • انخفض مؤشر الدولار الأمريكي يوم الثلاثاء بعد تقرير أشار إلى تباطؤ تدريجي في سوق العمل الأمريكي، مما جعل الذهب أرخص للمشترين الدوليين.
3. التضخم وأسعار الفائدة:
   • الأسواق تترقب تأثير الرسوم الجمركية الجديدة على التضخم والسياسة النقدية الأمريكية. إذا أدى النزاع التجاري إلى زيادة التضخم، فمن المرجح أن يستفيد الذهب كمخزن للقيمة، على الرغم من مخاطر ارتفاع أسعار الفائدة.

أداء المعادن الأخرى

في الوقت الذي سجل فيه الذهب ارتفاعًا، شهدت المعادن الأخرى أداءً متباينًا:

• ارتفعت الأسعار الفورية للذهب بنسبة 0.2% لتصل إلى 2847.85 دولارًا للأونصة في الساعة 11:00 صباحًا بتوقيت سنغافورة.
• تراجع سعر الفضة قليلاً، بينما ظل البلاديوم مستقرًا، وسجل البلاتين ارتفاعًا طفيفًا.

تأثير الحرب التجارية على الأسواق

التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين لم تؤثر فقط على الذهب، بل شملت أسواق المعادن الثمينة الأخرى. قبل فرض الرسوم، ارتفعت أسعار الذهب والفضة في الولايات المتحدة مقارنة بالمؤشرات العالمية، مما دفع التجار إلى تصدير كميات كبيرة من المعادن إلى أمريكا قبل بدء تطبيق الرسوم.

ارتفاع معدلات الإقراض للمعادن

كما أدت الفوضى الناتجة عن الحرب التجارية إلى زيادة معدلات الإقراض للذهب والفضة، وهو العائد الذي يحصل عليه حاملو المعادن مقابل إقراضها على المدى القصير.

النظرة المستقبلية

مع استمرار الحرب التجارية وتصاعد المخاوف بشأن التضخم، يتوقع الخبراء أن الذهب سيظل مستفيدًا من هذه الظروف كملاذ آمن. ومع ذلك، قد يتأثر بريق المعدن الثمين إذا استمرت أسعار الفائدة في الارتفاع على المدى الطويل، مما قد يقلل من جاذبيته.