بعد سنوات من التقلبات والصعود والهبوط، تجاوزت عملة البيتكوين حاجزًا نفسيًا هامًا، حيث سجلت سعرًا قياسيًا بلغ 103,000 دولار للوحدة اليوم الخميس، 5 ديسمبر 2024. هذا الإنجاز التاريخي يعكس رحلة طويلة للعملة الرقمية الأشهر في العالم، بدأت من مجرد سنتات ووصلت إلى قيمتها الحالية التي فتحت آفاقًا جديدة في عالم الاستثمار والاقتصاد.
أسباب الصعود الأخير
شهدت البيتكوين ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 54% منذ 5 نوفمبر 2024، مدفوعة بفوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بولاية رئاسية جديدة. جاء هذا الصعود مدعومًا بإعلان ترامب ترشيح “بول أتكينز”، المعروف بدعمه لسوق العملات المشفرة، لرئاسة لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، صرّح رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، بأن البيتكوين يمكن مقارنتها بالذهب، مما عزز مكانتها كأصل استثماري وملاذ آمن.
البيتكوين: من مجرد فكرة إلى أصل استثماري عالمي
عندما ظهرت البيتكوين لأول مرة في عام 2009، كان سعرها الرسمي لا يتجاوز 0.001 دولار. ومنذ ذلك الحين، مرّت العملة بعدة محطات رئيسية ساهمت في تشكيل تاريخها:
- 2011: تجاوزت العملة حاجز الدولار لأول مرة.
- 2013: ارتفعت قيمتها فوق 100 دولار.
- 2017: كسرت حاجز 1000 دولار.
- 2024: وصلت إلى 100 ألف دولار.
هذه المحطات ليست سوى انعكاس للتحولات التي شهدتها العملة الرقمية، بدءًا من اعتبارها مجرد وسيلة دفع بديلة إلى أصل استثماري يعتمد عليه العديد من المستثمرين لحماية ثرواتهم من التضخم.
الاعتراف الدولي بالبيتكوين
رغم مسيرتها الطويلة، لا تزال البيتكوين تواجه تحديات كبيرة من حيث الاعتراف الرسمي بها كعملة. حتى الآن، تُعد ألمانيا الدولة الوحيدة التي اعترفت رسميًا بالبيتكوين كنوع من النقود الإلكترونية، مما يتيح لها فرض ضرائب على أرباح الشركات التي تتعامل بها، فيما تُعفى المعاملات الفردية من الضرائب.
في الولايات المتحدة، ورغم عدم الاعتراف الرسمي، أقر قاضٍ فيدرالي بأن البيتكوين تُعد نوعًا من النقد، ويمكن أن تخضع للتنظيم الحكومي. هذه المواقف تثير جدلًا واسعًا بين مؤيدي البيتكوين، الذين يرون أن الاعتراف الرسمي قد يمنحها الشرعية، ومعارضيها، الذين يخشون أن يؤدي ذلك إلى ربطها بالحكومات، وهو ما يتعارض مع فكرتها الأساسية كعملة لامركزية.
توقعات المستقبل
مع الدعم المتزايد من المستثمرين والمواقف الإيجابية من بعض الحكومات، تبدو البيتكوين على أعتاب مرحلة جديدة من القبول والانتشار. هناك توقعات بأن تصبح جزءًا من احتياطيات الدول، بالإضافة إلى تحولها إلى ملاذ آمن للثروات، خاصة في ظل التضخم المتزايد عالميًا.