شهدت أسعار النحاس ارتفاعًا كبيرًا لتتجاوز حاجز 10 آلاف دولار للطن في بورصة لندن للمعادن، وذلك للمرة الأولى منذ أكتوبر الماضي. يأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بتسارع المشترين الأمريكيين لاستيراد المعدن الصناعي الرئيسي قبل فرض رسوم جمركية محتملة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
أداء قوي للنحاس في الأسواق العالمية
منذ بداية العام 2025، ارتفعت أسعار النحاس بنسبة 14% في بورصة لندن للمعادن، بينما قفزت العقود الآجلة للنحاس في نيويورك بنسبة 26%، مقتربة من مستويات قياسية. هذا الفارق في الأسعار دفع التجار والمنتجين إلى تحويل الإمدادات إلى السوق الأمريكية للاستفادة من الطلب القوي قبل أي تغييرات في السياسات الجمركية.
تحقيق أمريكي ورسوم محتملة
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أصدر أمرًا لوزارة التجارة الأمريكية بإجراء تحقيق حول فرض رسوم جمركية على واردات النحاس، مستندًا إلى اعتبارات الأمن القومي. هذا الإجراء المحتمل حفّز الطلب الأمريكي على النحاس بشكل كبير، حيث قام المشترون بتسريع صفقاتهم لتأمين الإمدادات قبل فرض الرسوم المتوقعة.
ووفقًا لتقرير صادر عن “بلومبرغ”، فإن شركات تجارة المعادن الكبرى مثل “ترافيغورا”، و”غلينكور”، و”غونفور” قامت بإعادة توجيه شحنات النحاس التي كانت مخصصة لآسيا إلى الولايات المتحدة لتلبية هذا الطلب المرتفع.
التوقعات المستقبلية
توقعات مؤسسات مالية كبرى مثل “جولدمان ساكس” و”سيتي جروب” تشير إلى أن إدارة ترمب قد تفرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على واردات النحاس خلال العام الجاري. هذا الإجراء، إذا تم تفعيله، من المتوقع أن يؤثر بشكل كبير على تدفقات النحاس العالمية وأسعاره في الأسواق الدولية.
التأثيرات على السوق العالمية
يتوقع محللون أن تؤدي هذه التطورات إلى تغييرات جوهرية في تدفقات التجارة العالمية للنحاس، حيث ستتجه المزيد من الشحنات نحو السوق الأمريكية، مما قد يسبب نقصًا في الإمدادات في الأسواق الآسيوية. كما أن زيادة الطلب الأمريكي يمكن أن تدعم استمرار ارتفاع أسعار النحاس عالميًا، مع تأثيرات محتملة على الصناعات التي تعتمد على هذا المعدن بشكل مباشر.
