بدأ جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا” وأحد أبرز الشخصيات في صناعة التكنولوجيا، بيع أسهم الشركة التي يديرها ضمن خطة تداول منظمة تتيح له بيع أسهم تصل قيمتها إلى 865 مليون دولار بحلول نهاية العام 2025. تأتي هذه الخطوة في إطار توجه متزايد بين المديرين التنفيذيين وأصحاب الثروات الكبرى لتنويع استثماراتهم بطريقة قانونية ومنظمة، إذ يستخدم هوانغ خطة تداول من نوع “10 بي 5-1” التي تُتيح للمسؤولين التنفيذيين بيع الأسهم دون إثارة القلق حول استخدام معلومات داخلية سرية.
تفاصيل المبيعات وأهداف الخطة
بحسب ملف الإفصاح المقدم إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، قام هوانغ ببيع 100 ألف سهم خلال يومي 20 و23 يونيو الجاري، محققًا عائدات بقيمة 14.4 مليون دولار. وتم تبني خطة التداول هذه في مارس الماضي، وكُشف عنها رسميًا في التقرير الفصلي الأخير للشركة. وتشير التقارير إلى أن الخطة تتيح لهوانغ بيع ما يصل إلى 6 ملايين سهم بنهاية العام، وهي كمية تعادل 865 مليون دولار بناءً على سعر إغلاق السهم البالغ 144.17 دولارًا.
ثروة هوانغ وتأثير المبيعات
جنسن هوانغ، الذي يُصنف في المرتبة الثانية عشرة على قائمة أغنى الأشخاص في العالم بثروة تقدر بـ 126 مليار دولار، يمتلك معظم ثروته على شكل أسهم في “إنفيديا”. وتشير تقارير سابقة إلى أنه باع أسهمًا بقيمة تجاوزت 1.9 مليار دولار في السنوات الماضية. وتُعد مبيعاته الأخيرة جزءًا من استراتيجية أوسع لتنويع استثماراته دون التأثير على استقرار الشركة أو إثارة قلق المساهمين.
مبيعات إضافية من أعضاء مجلس الإدارة
لم يكن هوانغ الوحيد الذي أقدم على بيع الأسهم، إذ أظهرت ملفات الإفصاح أن مارك ستيفنز، عضو مجلس إدارة “إنفيديا”، قد باع أكثر من 600 ألف سهم مقابل حوالي 88 مليون دولار في 18 يونيو. وعلى عكس هوانغ، لم يستخدم ستيفنز خطة تداول منظمة، ما أثار بعض التساؤلات حول استراتيجيات البيع التي يتبعها أعضاء مجلس الإدارة. يُذكر أن ستيفنز قد باع حتى الآن أكثر من مليوني سهم، مع خطط لبيع ما يصل إلى 4 ملايين سهم.
خطة التداول: وسيلة قانونية وآمنة
تُعتبر خطة التداول “10 بي 5-1” أداة شائعة بين المديرين التنفيذيين والمليارديرات، حيث تتيح لهم بيع أسهمهم بطريقة منظمة ومسبقة التخطيط دون انتهاك قوانين التداول بناءً على معلومات داخلية. ومن خلال تبني هذه الخطة، يسعى هوانغ إلى إرسال رسالة طمأنينة إلى المستثمرين حول شفافية مبيعاته وعدم تأثيرها على استقرار الشركة.
“إنفيديا” في صدارة المشهد التقني
تأتي هذه التحركات في وقتٍ تشهد فيه “إنفيديا” نموًا كبيرًا في أسواق التكنولوجيا، خصوصًا مع الطلب المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي ومعالجات الرسوميات التي تُعد الشركة رائدة فيها. ومع ذلك، فإن مبيعات الأسهم الكبيرة من قبل المديرين التنفيذيين قد تثير تساؤلات بين المستثمرين حول مستقبل الشركة، رغم أن هذه التحركات تُعد شائعة بين أصحاب الثروات الكبرى لضمان تنويع محافظهم الاستثمارية.
