شهدت الأسواق الرقمية تقلبات ملحوظة في أعقاب التصعيد الجيوسياسي الأخير بين الولايات المتحدة وإيران، حيث أدى القصف الأمريكي على المواقع النووية الإيرانية إلى تراجع حاد في عملة “إيثر”، فيما أظهرت “بيتكوين” استقراراً نسبياً رغم الضغوط.
تراجع إيثر واستقرار بيتكوين
أعلنت الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، عن استهداف المواقع النووية الإيرانية في “فوردو”، “نطنز”، و”أصفهان”، وهي مواقع أساسية ضمن برنامج إيران النووي. هذا التصعيد، الذي وصفه ترامب بأنه “حمولة من القنابل” تستهدف تعطيل الأنشطة النووية الإيرانية، أثار موجة من القلق في الأسواق العالمية، وبالأخص سوق العملات الرقمية.
عملة “إيثر”، ثاني أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية، انخفضت بنسبة 7.7% لتصل إلى نحو 2200 دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ أكثر من شهر. في المقابل، انخفضت “بيتكوين” لفترة وجيزة إلى ما دون 101 ألف دولار لكنها استقرت لاحقاً، لتظهر مرونة نسبية مقارنة بـ”إيثر”.
التوتر الجيوسياسي وتأثيره على السوق
التوترات الجيوسياسية غالباً ما تكون عاملاً رئيسياً في تقلب الأسواق المالية. وأوضح كوزمو جيانغ، الشريك العام في شركة “بانتيرا كابيتال مانجمنت”، أن القلق المستمر على مدار الأسبوع حول احتمال شن هجوم أمريكي على إيران أدى إلى موجة بيع واسعة للعملات الرقمية.
لكن مع تأكيد الضربات الأمريكية، يبدو أن الأسواق بدأت تجد قاعاً محلياً، وهو ما أشار إليه جيانغ بقوله: “مع اقتراب التوصل إلى تسوية محتملة، يبدو أن الأسعار قد ثبتت عند مستويات معينة”. وأضاف أن “بيتكوين” تميل إلى قيادة السوق نحو التعافي خلال أوقات الغموض الجيوسياسي، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين في قيمتها كملاذ آمن نسبياً.
مستقبل العملات الرقمية في ظل التوترات
بينما تظل العملات الرقمية عرضة للتقلبات الناتجة عن الأحداث الجيوسياسية الكبرى، إلا أنها أثبتت مرونتها في مواجهة الضغوط. استقرار “بيتكوين” في ظل هذه الأزمة يعكس تحولها التدريجي إلى أصل رقمي يُنظر إليه كملاذ آمن في أوقات الأزمات، على غرار الذهب.
ومع ذلك، فإن التراجع الحاد لـ”إيثر” يؤكد أن الأسواق الرقمية لا تزال بحاجة إلى وقت لتطوير استقرار أوسع في مواجهة الصدمات.
