تراجع تاريخي للأسهم الآسيوية وسط تصعيد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين

شهدت الأسواق المالية الآسيوية انهيارًا جماعيًا يوم الأربعاء 9 أبريل 2025، مع تراجع ملحوظ في المؤشرات الرئيسية في أستراليا، هونج كونج، والبر الصيني، وذلك نتيجة التصعيد المستمر في “حرب الرسوم” بين الولايات المتحدة والصين. فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن فرض رسوم جمركية شاملة وصلت إلى 104% على السلع الصينية، مما أدى إلى اضطرابات واسعة في الأسواق العالمية وزيادة المخاوف من ركود اقتصادي عالمي.

تداعيات الحرب التجارية على الأسواق الآسيوية

أدى تصعيد الحرب التجارية إلى انخفاض العقود الآجلة لمؤشر “إس أند بي 500” بأكثر من 1.8%، في حين انخفض مؤشر الدولار لليوم الثاني على التوالي. كما شهدت سندات الخزانة الأمريكية تراجعًا في مكانتها كملاذ آمن، مع ارتفاع عوائد السندات لأجل 10 أعوام بمقدار 35 نقطة أساس خلال الأسبوع.

وفي اليابان، تراجعت المؤشرات الرئيسية بنسبة تقارب 3%، بينما اتجهت الأسواق الكورية الجنوبية نحو سوق هابطة بعد انخفاضها بنسبة 20% عن ذروتها الأخيرة. هذا التراجع الحاد يعكس حالة القلق المتزايد بين المستثمرين، الذين باتوا يخشون من تداعيات الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي.

مخاوف الركود العالمي

رفعت الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب المخاوف من ركود اقتصادي عالمي، مما دفع المستثمرين إلى إعادة النظر في توقعاتهم المستقبلية. وصرح تومو كينوشيتا، استراتيجي الأسواق العالمية لدى شركة “إنفيسكو”، بأن تصعيد المعركة الجمركية يهز ثقة المستثمرين حول العالم، مضيفًا أن حالة عدم اليقين بشأن الردود الانتقامية الأمريكية والصينية تلقي بظلالها على الأسواق.

في المقابل، أكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ أن بلاده تمتلك الأدوات السياسية اللازمة لتعويض الصدمات السلبية الناتجة عن الحرب التجارية. ومع ذلك، يبدو أن الأسواق لم تأخذ هذه التصريحات بعين الاعتبار، حيث استمرت موجة البيع الجماعي للأسهم.

ردود الفعل الدولية

بينما تسعى العديد من الدول إلى التفاوض مع واشنطن لتجنب المزيد من التصعيد، أشار وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إلى إمكانية عقد صفقات تجارية مربحة. ومن المتوقع أن تحصل اليابان على أولوية في محادثات الرسوم الجمركية، في حين يسعى ترمب إلى التوصل لاتفاق مع كوريا الجنوبية.

ومع ذلك، لم تمنع هذه الجهود موجة البيع في الأسواق اليابانية والكورية، حيث ظلت المؤشرات الرئيسية في تراجع كبير. وأوضحت كوي نغوين من “ريسيرش أفلييتس” أن الأسواق ستستمر في التقلبات الحادة بين الأمل والخوف حتى تتضح القواعد والأهداف.

تقلبات حادة في وول ستريت

لم تكن الأسواق الأمريكية بمنأى عن هذه الاضطرابات، حيث شهدت وول ستريت تقلبات حادة. تراجع مؤشر “إس أند بي 500” بنسبة 1.6% يوم الثلاثاء، ليقترب من منطقة السوق الهابطة. كما سجل المؤشر انخفاضًا بنسبة تجاوزت 12% منذ إعلان ترمب عن الرسوم الجمركية الأسبوع الماضي.

وذكر استراتيجيون من “جولدمان ساكس” أن الأسواق لا تزال تعمل رغم التدهور الكبير في السيولة. ومع ذلك، فإن حجم التحولات الأخيرة في الأصول المالية يدعو إلى مراقبة مناطق التوتر المالي عن كثب.