شهد معدل التضخم في المملكة العربية السعودية ارتفاعًا طفيفًا خلال شهر يناير 2025، حيث بلغ 2% على أساس سنوي، مقارنة بـ1.9% في ديسمبر 2024. يعود هذا الارتفاع إلى تسارع أسعار الأغذية والمشروبات، التي تُعد ثاني أكبر مكونات المؤشر وزناً، وانكماش أسعار النقل بوتيرة أقل مما كانت عليه في الشهر السابق.
ارتفاع أسعار الأغذية والمشروبات
شهدت أسعار الأغذية والمشروبات زيادة بنسبة 0.8% خلال شهر يناير، مقارنة بزيادة 0.78% في ديسمبر. يعكس هذا الارتفاع استمرار الضغوط التضخمية على هذا القطاع، الذي يُعد من المكونات الأساسية لمؤشر الأسعار.
انكماش قطاع النقل بوتيرة أقل
على الرغم من استمرار انكماش أسعار النقل، إلا أن وتيرة الانكماش كانت أقل في يناير (-1.5%) مقارنة بشهر ديسمبر (-2.5%). ويُعزى ذلك إلى انخفاض تأثير بعض العوامل الموسمية التي كانت تضغط على أسعار النقل خلال الفترات السابقة.
تهدئة في قطاع السكن والمياه والكهرباء
تراجع معدل التضخم في قطاع “السكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود”، الذي يُعد الأكثر وزنًا في المؤشر، إلى 8% في يناير مقارنة بـ8.9% في ديسمبر. ويرجع ذلك إلى تباطؤ ارتفاع إيجارات المساكن، التي سجلت أدنى مستوياتها خلال عام. فقد ارتفعت إيجارات المساكن بنسبة 9.7% مقارنة بـ10.6% في ديسمبر، مع تراجع وتيرة ارتفاع إيجارات الفلل من 9.9% إلى 7.7%.
ورغم هذا التباطؤ، تظل إيجارات المساكن المساهم الأكبر في التضخم، حيث ارتفعت للشهر الخامس والثلاثين على التوالي نتيجة لزيادة الطلب على المساكن، مدفوعة بتوسع الشركات العالمية وافتتاح مقرات إقليمية لها في المملكة، إلى جانب تباطؤ البناء السكني وانخفاض التمويل العقاري الجديد.
إيجارات المساكن حسب المناطق
تصدرت مكة المكرمة المدن السعودية من حيث ارتفاع إيجارات المساكن بنسبة 26.5%، تليها الرياض بنسبة 20.1%، وجازان بنسبة 13.7%. في المقابل، شهدت مدينتا الهفوف وعرعر انخفاضًا في إيجارات المساكن بنسبة -0.9%.
ويُعزى ارتفاع الإيجارات في مكة المكرمة إلى عوامل موسمية، حيث يتزايد عدد المعتمرين خلال أشهر رجب وشعبان ورمضان الهجرية، التي تتزامن مع أشهر يناير وفبراير ومارس الميلادية.
التضخم في المدن السعودية
على مستوى المدن، تصدرت بريدة والرياض وجازان معدلات التضخم بنسبة 4.8%، و3.4%، و3% على التوالي. بينما انكمشت الأسعار في خمس مدن، وهي جدة، الهفوف، أبها، حائل، وعرعر.
التضخم السنوي والشهري
ارتفع معدل التضخم الشهري في يناير بشكل طفيف بنسبة 0.3% مقارنة بشهر ديسمبر. أما على المستوى السنوي، فقد تباطأ متوسط التضخم لعام 2024 إلى 1.7%، مقارنة بـ2.3% في عام 2023، وهو ما يتماشى مع توقعات وزارة المالية السعودية.
ذروة التضخم وتوقعات المستقبل
تجدر الإشارة إلى أن التضخم في السعودية بلغ ذروته في أغسطس 2020 بنسبة 6.2%، وذلك عقب رفع ضريبة القيمة المضافة من 5% إلى 15% في يوليو 2020. ومنذ ذلك الحين، بدأ التضخم في التباطؤ تدريجيًا مع انتفاء أثر رفع الضريبة.
تشير التوقعات الحكومية إلى أن التضخم سيبلغ 1.9% في الأعوام الثلاثة المقبلة (2025-2027)، ما يعكس استقرارًا نسبيًا في الاقتصاد المحلي.
![](https://araconomy.com/wp-content/uploads/2024/09/araconomy_n_logo_6.png)